إن ما وصل إليه الإنسان في هذا العصر من تطوّر في شتّى مناحي الحياة، ليس وليد لحظة، بل هو تراكمات أزمنة سحيقة من التّطوّر في كل ما له علاقة بحياته، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية...

ولا شكّ أنّ ما وصل إليه الإنسان، وما اكتشفه عبر تلك الأزمنة كلها، إلى أن وصل إلى عصر ما يسمّى بـ(مجتمع بلا ورق)، لا شك أنه حاول دائما توثيق ما فعله، أو صنعه، بما أتيح له في وقته من إمكانات، بدءا بالنقوش على جدران المغارات والصخور، إلى ما خلّفه من أنواع العمارة المختلفة، إلى المسكوكات والنّقود...وصولا إلى التدوين على الورق، وانتهاء إلى الأوعية الإلكترونية. والله أعلم إلى أيّ شيء سيصل الفكر الإنساني والتقدم في هذا الباب.

وبداية، يجب (تشريح) العنوان، أي البحث التوثيقي الإلكتروني، بغية معرفة أهم مفاهيم ما نحن بصدد دراسته، كي تتجلي الصورة، ويلج الإنسان، أو بالأحرى الطالب، إلى هذا العلم وهو على علم بأهم مفاهيمه.