بسم الله الرحمان الرحيم، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين: أما بعد

يعتبر علم أصول الفقه عِلم جليلُ القدر، بالغ الأهمية، وغزير الفائدة؛ من أهم العلوم الشرعية وأشرفها، فائدته التمكُّن من حصول ملكة يستطاع بها استِخراج الأحكام الشرعية من أدلتها على أسُس سليمة؛ علم أصول الفقه علم مستقل، وضعه علماء الأصول وبنوه على أصول لغوية وشرعية وعقلية، وعرفوه بأنه: مجموعة القواعد الكلية التي يتوصل بها إلى استنباط الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية.

 ويهتم هذا العلم بدراسة الأدلة الشرعية ومراتبها، الحكم الشرعي وأقسامه ، دلالات الألفاظ وطرق الاستنباط، الناسخ والمنسوخ، التعارض والترجيح ، مقاصد التشريع ، شروط الاجتهاد....الخ

وقد سُمِّيَ بهذا الاسم لأنه يتضمن القواعد والأسس التي يُبْنى عليها علم الفقه، فأهم ما سنتعرض له في مقياسنا اهذا مفهوم علم أصول الفقه وفائدته مصادره، ونشأته وكيف كان التأليف فيه.