إن نظرة عجلى إلى مراحل الدراسة اللغوية التي مر بها العرب عبر الحقب الزمنية المختلفة، تهدي إلى أن محور البحوث اللغوية في الحضارة العربية الإسلامية هو القرآن الكريم

والذي جاءت معانيه تحمل في طياتها أبعاداً نفسية، واجتماعية، وحضارية في شكلها العام، كان لها تأثير كبير على البيئة العربية الإسلامية في جميع المجالات المعرفية.

وأمام هذا التأثير كان لابد أن تنصرف الجهود إلى دراسة القرآن الكريم، واستكشاف حقائقه الدلالية والوقوف على دلالة ألفاظه، فأصبح بذلك قطب الرحى لجميع الدراسات الدلالية عند الباحثين العرب من لغويين وفلاسفة وأصوليين وفقهاء ونقاد وأدباء، وأجل ما تتضح به هذه النقلة القرآنية في اللغة هو المفردات القرآنية التي تعد بمثابة الأدوات والأساليب التي يمكن من خلالها الوصول إلى فهم النص القرآني واكتناه معانيه، لما تحمله من خصوصيات تتجاوز البعد البلاغي المعتمد في النصوص العربية الأدبية.