لطالما اتسمت بيئة الأعمال -مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين- بنوع من الوضوح والاستقرار وحالة التأكد من حيث متطلبات السوق من جهة وحاجات الزبائن من جهة أخرى، مما نتج عنه نمطية في مخرجات معظم المنظمات. لكن بعد التطور المتسارع في تكنولوجيا الاعلام والاتصال خاصة مع نهاية القرن العشرين وتحول الاقتصاد إلى اقتصاد مبني على المعرفة، والزيادة في حدة المنافسة أصبح لزامًا على المنظمات أن تنتهج نهجًا جديدا يمكنها من البقاء في السوق باكتساب مزايا تنافسية تسمح لها بمُجاراة البيئة الجديدة المُتسمة بالتعقيد من حيث طلبات الزبائن ورغباتهم، وظروف العمل، وتكاليف الانتاج، والتكنولوجيا. من هنا وفي ظل هذه التغيرات الجوهرية في بيئة الأعمال، أصبحت فكرة التأقلم الدائم والمستمر مع البيئة المعرفية المتغيرة باستمرار من أولويات منظمات الأعمال. حيث تكمن قدرت المنظمات في التأقلم مع التطورات البيئية الجديدة في قدرتها على التنبؤ على المدى البعيد بإعداد خطط طويلة الأجل -استراتيجيات- تسمح لها بمجاراة منافسيها.

مما سبق تظهر جليًا الأهمية البالغة للتنبؤ -صياغة الاستراتيجية- في تخصص إدارة الأعمال عمومًا والإدارة الاستراتيجية خصوصًا، وعليه سنحاول في هذا المقياس إبراز أهمية هذا المفهوم وفق محاور (فصول) رئيسة هي:

نماذج الاستراتيجية؛

نماذج محفظة الأنشطة؛

التشخيص الاستراتيجي -الخارجي والداخلي-؛

الخيارات الاستراتيجية.

الخارطة الذهنية للمقياس